هوس الشهرة وثمن الترند- كوميديا السوشيال ميديا في فيلم تامر حسني

المؤلف: خالد السليمان09.07.2025
هوس الشهرة وثمن الترند- كوميديا السوشيال ميديا في فيلم تامر حسني

منذ بضعة أيام، استمتعت بمشاهدة فيلم للنجم المصري المتألق تامر حسني، يسلط الضوء على الانشغال المرضي لبعض الأفراد بأضواء منصات التواصل الاجتماعي، وما تجلبه هذه الشهرة من ثراء فاحش. الفيلم، من خلال سرد قصة البطل وعائلته، يقدم أيضاً في قالب فكاهي ممتع، التضحيات الباهظة التي يجب تقديمها مقابل هذه الشهرة الطنانة والثروة المتدفقة، والتي قادتهم إلى مستنقعات التفاهة العميقة، تحت قيادة مدير أعمال انتهازي لا يعنيه سوى تحقيق "الترند" بأي طريقة كانت!

يستخلص البطل قناعة راسخة بأن السعي المحموم وراء الشهرة هو طريق مدمر، وذلك بعد أن يضطره وكيل الأعمال الخبيث إلى تطليق زوجته أمام عدسات الكاميرا بهدف تحقيق الترند، ويدفعهم إلى اختلاق مواقف مهينة ومخزية من أجل الشهرة الزائفة. فالسعي وراء "الترند" له ثمن باهظ، وقد أدى إلى تمزق الأسرة وضياع الكثير من القيم النبيلة والأخلاق الرفيعة، على الرغم من التحذيرات والنصائح القيمة التي قدمتها الخالة، والتي جسدتها الفنانة القديرة ميمي جمال بأداء رشيق ومرح!

وعلى إثر ذلك، يقرر البطل بمساعدة بعض أصدقائه المخلصين، قطع الكابل البحري العالمي للإنترنت الذي يمر عبر الشواطئ المصرية، مما يؤدي إلى انقطاع جميع خدمات وشبكات الإنترنت، ويصاب الناس بالهلع والجنون نتيجة لفقدان قيمة هواتفهم الذكية التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتهم. ولكن تداعيات فعلتهم الطائشة تنعكس أيضاً بشكل سلبي على الخدمات الحيوية التي تمس حياة الناس بشكل مباشر، فتتعطل البنوك والمستشفيات والوزارات والجامعات والمطارات والقطارات، وتعم الفوضى العارمة المدينة بسبب عجز الناس عن تلبية احتياجاتهم الأساسية أو شراء مستلزماتهم المعيشية الضرورية!

يشعر البطل بالندم الشديد على فعلته المتهورة، ويسعى جاهداً لإعادة توصيل الكابل الذي قام بقطعه، فتقبض عليه الشرطة أثناء محاولته اليائسة لإصلاح ما أفسده. ولكن يتضح فيما بعد أن تعطل الإنترنت كان نتيجة لعمل عصابة دولية محترفة، لا علاقة لها بالكابل الذي قام بقطعه، والذي تبين أنه كابل محلي صغير يخص المنتجع السياحي الفاخر المقابل للساحل. فتقوم صاحبة المنتجع بالتنازل عن القضية، ويخرج البطل من محنته ليكتشف أن المشكلة الحقيقية لا تكمن في الإنترنت نفسه، الذي يقدم فوائد جمة لا يمكن الاستغناء عنها في عصرنا الحالي، بل في الناس أنفسهم، وفي كيفية استخدامهم واستغلالهم لمنصات التواصل الاجتماعي بشكل صحيح ومسؤول!

يستعيد تامر حسني زوجته الحبيبة وبقية أفراد عائلته المتماسكة، ويدركون جميعاً أن الشهرة الزائفة المبنية على التفاهة والسخافة، والثروة الطائلة المجنية من خلال هذه الشهرة العابرة، ليستا مصدراً حقيقياً للأمان أو السعادة الدائمة في هذه الحياة. لكن الفيلم يصر على أن يختتم بمشهد حافل بالكوميديا اللاذعة والسخرية المرحة، عندما تتزوج الخالة المحافظة من وكيل أعمال شهرتهم السيئ، وتتحول هي نفسها فجأة إلى "ترند" مثير للجدل!

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة